• واشنطن العاصمة
تابعنا:

أحمد ضيائي – مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث

مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث – 47


ولد أحمد ضيائي في أبريل 1913 في كاشغر في عائلة دينية مستنيرة. قضى طفولته ومراهقته في بيئة علمية نادرة في تلك السنوات، وفي ظل المتطلبات الصارمة والاهتمام الكبير من والده.

كان له أساس متين في الأدب واللغتين العربية والفارسية في سن مبكرة. بدأ كتابة الشعر في سن العاشرة، وكتب رواية “گول وبلبل” (الزهرة والعندليب) في سن الرابعة عشرة تحت الاسم المستعار “ضيائي”، وقد لقيت النسخة المكتوبة من هذه الرواية استحسانًا بين الجمهور. كما كتب العديد من القصائد باللغتين العربية والفارسية.

في عام 1935، اشتغل في جريدة “الحياة الجديدة” التي صدرت في كاشغر برئاسة قطلوغ شوقي، ومنذ ذلك الحين بدأ ينشر شعره في الصحافة، لكن لعوامل مختلفة، لم تصل قصائده إلى وقتنا الحاضر. في عام 1937، بعد اعتقال قطلوغ شوقي واستشهاده في السجن، أصبح أحمد ضيائي رئيس تحرير الجريدة حتى عام 1943.

في أبريل 1943، أمر شن شي ساي رجاله بأخذه إلى أورومجي كأسير. في البداية، اشتغل كمحرر في مكتبة “جريدة شينجيانغ” مع الأديب لطف الله المطلب، ولكن لم تمضِ فترة طويلة حتى سُجن في أبريل 1944.

أُطلق سراحه من السجن في مايو 1946، فعاد إلى كاشغر في نفس العام، ونظّم قافلة تجارية إلى لاداخ. ومنذ عام 1947، عمل كرئيس تحرير جريدة “الحياة الجديدة” التي أعيدت تسميتها “جريدة شينجيانغ”، واستمر في هذا العمل حتى عام 1949.

في عام 1948، ذهب إلى نانجينغ كعضو في المجلس التشريعي لحكومة الكومينتانغ المركزية، وبقي هناك لفترة.

في الأربعينيات من القرن الماضي، كتب مختلف أنواع الأدب، وأثرى الأدب الأويغوري من حيث الأنواع والشكل، فكتب قصائد غزلية مثل: “من أجل الوطن”، “أبحث عن حبيبي”، “الحيرة”، “أين نسيم الفجر”، “الدنيا مرساة”، “الحديقة مليئة بالزهور ولكن…”، و”حتى تصبح مقاتلًا”. كما كتب الملحمات مثل “فساد الحياة” و”وسام التضحية”.

ولم يتوقف عند ذلك، بل كتب أيضًا أوبرا درامية مثل “الأيام المظلمة والحياة الساطعة” و”رابعة – سعيد الدين”، كما سجّل وقائع رحلته في “القافلة على طريق لاداخ”. ونشر مقالات علمية ونظرية تحت عنوان “هلم! نساعد الكتّاب الشباب”، مما أظهر تنوعه وعبقريته الأدبية. وكان يُعتبر نشر هذه الأعمال تطورًا كبيرًا في مجال الأدب والفن والثقافة في ذلك الوقت.

بعد عام 1949، انخرط في أعمال علمية مثل ترجمة تحفة التاريخ الثقافي للأويغور و”ديوان لغات الترك” إلى اللغة الأويغورية الحديثة. وفي عام 1957، انتقل إلى أورومجي، وشارك في النشاطات الإبداعية والبحثية ضمن جمعية الأدب والفنانين.

في الخمسينيات، ركّز على إعداد ونشر الأعمال الكلاسيكية والبحث فيها، لكن لم تُسجّل له نتائج إبداعية كبيرة في تلك الفترة.

تعرّض للاضطهاد خلال الثورة الثقافية الكبرى، وواجه مصاعب كثيرة حالت دون مواصلة إبداعه وأبحاثه.

في عام 1980، انضم إلى أكاديمية العلوم الاجتماعية بدعوة من أعضائها، وعمل في معهد البحوث الأدبية القومي. ومنذ ذلك الحين، بدأت مرحلة جديدة من الازدهار في مسيرته، فرغم تقدّمه في السن، واصل العمل بحماس، وحقق إنجازات مهمة في الشعر والبحث الأدبي.

شارك في ترجمة “قوتادغو بيليك”، إحدى التحف الثقافية الكبرى للأويغور، من اللغة الأويغورية القديمة إلى الحديثة، وكتب دراسات علمية ذات قيمة عالية حوله. كما واصل الإبداع الأدبي، فكتب ملحمة “رابعة – سعيد الدين”، والملحمة الفريدة “يوسف ومحمود”، وعددًا من القصائد الغزلية.

وبدأ كتابة روايته الذاتية بعنوان “الرجل الذي مات أربع مرات وعاش في الخامسة”، لكنه لم يستطع إكمالها بسبب تدهور حالته الصحية.

توفي في أورومجي في 27 أكتوبر 1989 عن عمر ناهز 74 عامًا.

تصفّح المقالات

مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies.