مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث – 41
وُلد عبد الجليل دامُلَّا عام 1896 في مقاطعة جوما التابعة لمدينة خوتن. كان والده، عبد الله، عالمًا ذائع الصيت ومفتيًا مشهورًا في منطقته. ولما بلغ عبد الجليل السادسة عشرة من عمره، لاحظ العلامة الحسين خان ما يتمتع به من نبوغ وذكاء، فطلب من والده الإذن باصطحابه إلى قارغليغ ليتخذه تلميذًا له.
وبفضل تربيته الدقيقة، برع عبد الجليل في العديد من العلوم، ونما بسرعة ملحوظة في مواهبه وقدراته. وبعد ثلاث سنوات من التعليم، أرسله شيخه إلى عبد القادر دامُلَّا الكاشغري، الذي استقبله بحفاوة، وأولى تربيته اهتمامًا بالغًا.
درس عبد الجليل في كاشغر على يد نخبة من كبار العلماء في ذلك الوقت، وتلقى علومًا متنوعة، حتى تخرّج عام 1338هـ (1929–1930م)، ونال شهادة “دامُلَّا” المرموقة.
عاد بعد تخرّجه إلى مسقط رأسه، حيث انخرط في التعليم والدعوة، ناشرًا النور والعلم بين الناس، ومجاهدًا بالكلمة ضد الجهل والخرافات والتعصب والانقسام.
وفي عام 1934، سافر لأداء فريضة الحج، وخلال هذه الرحلة المباركة زار الهند وعددًا من الدول العربية والإسلامية، حيث التقى جمعًا من المفكرين والمثقفين، وأجرى معهم حوارات علمية معمقة. عاد من رحلته عام 1937، ليجد وطنه يعيش أيامًا مظلمة تحت وطأة القمع الذي مارسه شن شي ساي في أنحاء تركستان الشرقية، فكان من ضحاياه.
ترك عبد الجليل دامُلَّا أثرًا أدبيًا وعلميًا خالدًا، فقد كتب تحياتٍ، وشكرًا، وإهداءاتٍ، وقصائد ورسائل بلغته الأم (الأويغورية)، وباللغتين العربية والفارسية، في أنماط شعرية متنوعة. لكن مع الأسف، ضاعت معظم هذه الأعمال بسبب القمع والاضطهاد.
وفي عام 1989، قام عبد الحكيم مخدوم بجمع ونشر عدد من قصائده باللغة الأويغورية في مجلة بولاق. كما نُشر بعض من قصائده العربية في إسطنبول عام 2022.
بقلم: أمين جان أحمدي، ترجمة مركز الدراسات الأويغورية
مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة
