مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث – 35
وُلد قاسم جان في مدينة خُتَن عام 1901، في عائلة محمد بردي، الذي اشتهر بمكانته الرفيعة وثروته الكبيرة، حيث امتدت تجارته بين الهند، والصين، وتركستان الغربية. بعد إكماله التعليم الابتدائي والثانوي في خُتَن، واصل دراسته على يد إسرافيل دامُلَّا، والمدرس التركي إسماعيل حقي، الذي جاء مع أحمد كمال إلى تركستان الشرقية استجابةً لمناشدة الحسين موسى باي من الخلافة العثمانية للتعاون في مجال التعليم.
في عام 1920، سافر قاسم جان إلى مكة المكرمة مع والدته وأخواته لأداء فريضة الحج، حيث شارك في المؤتمر الإسلامي الأول الذي عقده الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. خلال المؤتمر، التقى مجددًا بموسى جار الله، ممثل المسلمين الروس في المؤتمر.
في عام 1927، أثناء عمله في طورفان، تزوج من السيدة رحيمة من أسرة محيطي. وفي عام 1931، التقى في الصين مع طائفة التونغان، الذين كانوا قد ثاروا ضد الحكومة الصينية، حيث ناقش معهم الأوضاع السياسية.
في عام 1932، عندما وصل ثابت دامُلَّا إلى خُتَن بعد رحلته الدعوية، كرّس وقته بالكامل لمهمة تحرير البلاد من الاحتلال الصيني. بدأ بتفسير القرآن الكريم للشعب بطريقة سلسة وعذبة، مما جذب إليه الناس من مختلف المستويات. وخلال شهر رمضان، ركّز في تفسيره على آيات الجهاد بلسان فصيح وبلاغة عالية، مما ألهب حماسا بالغا بين الشعب للجهاد في سبيل الله. بعد هذه الاستعدادات الروحية والمادية، اندلعت ثورة خُتَن يوم 17 شوال، بمشاركة 67 عضوًا تحت قيادة ثابت دامُلَّا ومحمد أمين بُغْرا.
بعد ثمانية أشهر من انتصار ثورة خُتَن، أعلن ثابت دامُلَّا عن تأسيس جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية في كاشغر، وعُيِّن قاسم جان وزيرًا للخارجية. لكن بعد أن أطاح التحالف الروسي الصيني بالحكومة، انسحب قاسم جان إلى خُتَن برفقة محمد أمين بُغْرا، ثم اضطر إلى الهجرة إلى الهند عام 1934.
عاش في الهند وباكستان لمدة 50 عامًا، حيث واصل كفاحه السياسي بلا توقف، ليلاً ونهارًا، من أجل استقلال تركستان الشرقية.
في عام 1983، سافر إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، حيث التقى بإخوانه من المنفى. وفي عام 1984، توفي في باكستان، ونُشرت أنباء وفاته في الصحف الباكستانية، والمصرية، والتركية، تخليدًا لذكراه ودوره في النضال من أجل وطنه.
مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة