• واشنطن العاصمة
تابعنا:

أحمد دامُلَّا بن محمد قوربان – مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث

مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث – 20


وُلد أحمد دامُلَّا في ربيع عام 1914 في مقاطعة قاراقاش التابعة لختن. نشأ في أسرة فقيرة، لكن والده، محمد قوربان، كان حريصًا على تعليم أبنائه العشرة في مدرسة يوسف دامُلَّا في الحي. عند بلوغه الرابعة عشرة من عمره، توفي والده، فبقي في رعاية أقاربه. قرر إخوته مواصلة تعليمه، فنقلوه إلى مدرسة قربان نياز في مدينة قاراقاش.

بعد فترة قصيرة من انضمامه إلى المدرسة، اكتشف شيخه، باقي آخون، ذكاءه وموهبته، ولكنه لاحظ أيضًا الصعوبات التي يواجهها في تعليمه بسبب ظروفه. فقرر أن يأخذه إلى مدرسته الخاصة في قريته، ووفّر له الدعم المالي. بعد عامين من الدراسة في قريته، أرسله إلى قارغليق لاستكمال تعليمه، ثم انتقل إلى كاشغر في عام 1935 للدراسة في مدرسة خانليغ، حيث برع في تعلم اللغتين العربية والفارسية، بالإضافة إلى دراسة الفقه والأدب، والتفسير والحديث، والسلوك وعلم القراءة.

عاد أحمد دامُلَّا إلى مسقط رأسه في عام 1946، حيث استقبله أستاذه محمد قوربان دامُلَّا بحفاوة، وطلب منه التدريس في مدرسته. استمر في التدريس هناك حتى عام 1950، ثم انتقل إلى قرية قويجي بطلب من وجهائها، حيث استقر في القرية وبنى مسجدًا ومدرسة بالقرب من منزله، وحفر بئرًا بالقرب من المدرسة بمساعدة أهل القرية. بدأ في قيادة أهل القرية إلى الطريق الصحيح وفقًا لتعاليم الإسلام، وألغى العادات والتقاليد التي كانت تتعارض مع الشريعة الإسلامية. كما شجع الشباب العاطلين في القرية على التعليم والانخراط في الحرف المحلية، مما ساعد في جذب العديد من الشباب إلى مدرسته.

في عام 1957، تم اعتقال أحمد دامُلَّا مع العديد من المثقفين والعلماء في مختلف المجالات، وقضى أكثر من عشرين عامًا في السجن حتى عام 1980. بعد إطلاق سراحه، عاد إلى التدريس وأصبح إمامًا للمسجد. طوال هذه الفترة، كان المزارعون في القرية يأتون إليه بالعشور والزكاة، لكنه كان يرفضها، بل كان يوجه الأشخاص الذين يجلبون هذه الأموال إلى توزيعها على الأيتام والفقراء والأرامل والمعاقين.

أحمد دامُلَّا عاش حياة بسيطة ومتواضعة حتى مرض في عام 1984 وتوفي في 4 مايو 1986.

تصفّح المقالات

مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies.