مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث – 18
كان أحمد سردار أحد قادة الانتفاضة الشعبية في الثلاثينيات ضد استبداد ماخوسن في خُتَن، حيث اشتهر بين قومه بالشجاعة والبشوشة، والصراحة، والأصالة.
في 13 فبراير 1933، ثار الشعب في قاراقاش ضد حكم جين شورين. وعندما وصل خبر الثورة إليه، توجه إلى قاراقاش مع القوات لمواجهة الانتفاضة، بينما انضم العديد من السكان المحليين إلى صفوف الثوار. وفي 23 يونيو 1934، اشتبك الثوار مع قوات ما خوسن القادمة من كاشغر في منطقة زاوا.
في ثورة قاراقاش، أُعجب أحمد قادة الثوار بمهارته في فنون القتال المختلفة وشجاعته البارزة في المعارك، مما دفعهم إلى تعيينه قائداً لجيش الثوار، حيث أصبح يُعرف منذ ذلك الحين بلقب “أحمد سردار”. ومع ذلك، وبسبب نقص السلاح والذخيرة، واجه جيش الثوار الهزيمة أمام العدو رغم شجاعتهم وإصرارهم.
بعد هزيمته في المعركة، عاد أحمد سردار إلى قاراقاش محاولًا إعادة تنظيم جنوده، لكنه لم يتمكن من التواصل مع قادة الثوار بسبب حالة الارتباك التي تسببت بها قوات ماخوسن. ومع استيلاء ماخوسن على قاراقاش، بدأ بحملة اعتقالات واسعة طالت كل من شارك في الثورة، مما ضيّق الخناق على أحمد وأجبره على الانسحاب إلى قرية توكُّل.
في توكُّل، التقى أحمد بشخصيات بارزة مثل علي، وشاكر، ومحمد جاناق، وشرع معهم في وضع خطة للهجوم على جنود ماخوسن. وفي يونيو من عام 1935، نفذوا الهجوم، ونجحوا في قتل قادة العدو مثل خاي فوجن ومافوجن. إلا أن هذا الانتصار أثار غضب ماخوسن، الذي أرسل قوة كبيرة من سلاح الفرسان لقمع الثورة.
اندلعت معركة عنيفة شارك فيها أكثر من 1000 ثائر بقيادة أحمد سردار. وعلى الرغم من شجاعتهم وتضحياتهم، إلا أنهم هُزموا بسبب افتقارهم للأسلحة المتطورة، حيث لم يمتلكوا سوى عدد قليل من بنادق الصيد والهراوات.
بعد الهزيمة، قاد أحمد مجموعة صغيرة من الرجال وانسحب إلى الصحراء على طول نهر خُتَن. ومع ذلك، أصدر ماخوسن أوامر عامة بالقبض عليه، وتمكن من اعتقاله بمساعدة أحد الخونة الذين أغراهم المال. حُكم على أحمد بالإعدام في خُتَن.
يروي أحد الأشخاص عنه: “لقد جاء أحمد إلى قرية كويوك إيغيل مرتين أو ثلاث مرات خلال الثورة ممتطيًا جواده الأبيض بسرعة كالعاصفة. كان رجلاً طويل القامة، قوي البنية، أشقر اللون، ويُقدر الناس عمره بين 30 و35 عامًا…”. ومن هذه الرواية، يمكن استنتاج أن أحمد سردار وُلد حوالي عام 1898.
المصدر: التذكرة الثقافية لقاراقاش، دار النشر الشعبية 2005 طبعة. ترجمة مركز الدراسات الأويغورية
مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة