• واشنطن العاصمة
تابعنا:

ثابت دامُلَّا – مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث

مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث – 15


وُلد المفسّر والمفكر السياسي والأديب، العلّامة ثابت بن عبد الباقي الكاشغري عام 1883 في أرتوج التابعة لكاشغر. تلقّى تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه، ثم التحق بمدرسة “خانليغ”، إحدى المدارس الدينية الشهيرة في كاشغر. في عام 1910، ارتحل إلى بخارى لطلب العلم، وعاد إلى كاشغر عام 1914 حاملًا لقب “دامُلّا”.

بعد عودته إلى كاشغر، عمل مدرسًا في مدرسة “خانليغ”، وكرّس نفسه لتفسير القرآن الكريم شفوياً في الجامع الكبير لمدة ثلاث سنوات. لاحقًا، استجاب لدعوة سكان غولجا، حيث شغل منصب القضاء هناك.

في عام 1930، غادر وطنه لأداء فريضة الحج وزيارة العالم الإسلامي. خلال رحلته، مرّ بعدة مدن في روسيا، ثم توجه إلى تركيا، حيث التقى علماء الدين والمفكرين والسياسيين وتبادل معهم الأفكار. بعد ذلك، واصل رحلته إلى مصر، حيث التقى بالشيخ محمد رشيد رضا وأجرى معه مناقشات مطولة حول القضايا العالمية والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمسلمين.

بعد إقامة استمرت عدة أشهر في مصر، انتقل إلى المملكة العربية السعودية، حيث أمضى 15 شهرًا في دراسة الوضع السياسي هناك. خلال هذه الفترة، التقى بعدد من العلماء البارزين، مثل الشيخ ماجد كردي، والشيخ إبراهيم الغزاوي، وعبد القدوس الأنصاري. كما التقى خلال موسم الحج بشخصيات سياسية وعلماء دين من مختلف الدول الإسلامية، وأصبح صديقًا مقربًا للمفكر موسى جارالله والصحفي والرحّالة عبد الرشيد إبراهيم.

عاد ثابت دامُلّا إلى تركستان الشرقية عبر الهند بعد أكثر من عام في السعودية. استقر أولاً في خُتَن، حيث أصبح في يناير 1933 مستشارًا للرئيس ومسؤولًا عن الشؤون الدينية عند تأسيس حكومة ختن.

في يوليو 1933، انتقل إلى كاشغر نيابة عن حكومة ختن وأسّس مكتب إدارة كاشغر. وفي 12 نوفمبر 1933، أعلن تأسيس جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية في كاشغر، وتولى منصب رئيس الوزراء.

في فبراير 1934، هاجمت قوات التونغان كاشغر، واضطر ثابت دامُلّا إلى الانسحاب مع أعضاء حكومته إلى يني حصار، ثم إلى ياركند بعد هزيمته في معركة يني حصار. وفي 13 أبريل من نفس العام، أُلقي القبض عليه بعد أن أرسل محمود محيطي جنودًا بطلب من خوجا نياز.

سُجن ثابت دامُلّا في أورومجي عام 1934، واستشهد في سجن شن شي ساي عام 1942، بعد أن وهب حياته لتحرير شعبه من الظلم والاستبداد.

ولا يزال ثابت دامُلّا مصدر فخر لكل تركستاني حر، ورمزًا للبطولة والشجاعة والكفاح. فتركستان الشرقية لم تكن يومًا شحيحة في إنجاب الرجال الأبطال، بل ستظل منبع الشرف والكرامة.

بقلم: عبد الجليل طوران

تصفّح المقالات

مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies.