• واشنطن العاصمة
تابعنا:

عبد القادر دامُلَّا – مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث

04 – مئة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث

ولد عبد القادر دامُلَّا بن عبد الوارث الكاشغري في عام 1862 في أرتوج من أعمال كاشغر. بعد أن أمضى طفولته في قريته، سافر إلى كاشغر وبخارى وسمرقند وأوفا وأماكن أخرى لطلب العلم، واشتغل في الأنشطة العلمية والأدبية والاجتماعية. قضى عبد القادر داملا معظم حياته بالتعلم والتعليم وكافح طوال حياته لتحرير الناس من الجهل والخرافات. 

لقد أصلح الأسلوب التقليدي في التربية الدينية ونفذ سلسلة من الإصلاحات من حيث محتوى التدريس وطرقه ومواده، مع مراعاة متطلبات العصر والاحتياجات العملية لشعبه. 

فمن تأليفاته: “بداية الصرف”، و”النحو” و”علم التجويد”، و”الرياضيات”، و “العقائد الضرورية”، و”التعليم للصبيان”، و”نصائح للأطفال” و”مفتاح الأدب لفهم كلام العرب” وغيرها. وأدخل تأليفاته للمدارس هدفا تجديد المواد الدراسية وتسهيلها بشكل ملائم للعصر الحديث.

وقد اشتهر عبد القادر دامُلَّا تحت تأثير الثورة الديمقراطية البرجوازية وحركات الإصلاح في روسيا وآسيا الصغرى وما إلى ذلك بأنه القائد والمرشد العملي للأنشطة التي أثيرت بقصد تحقيق الحرية المناهضة للعبودية والازدهار والتنوير العلمي وحرية التعبير. 

دعا عبد القادر داملا الناس إلى التخلص من الجهل والاستيقاظ من نوم الغفلة واكتساب المعرفة والتنوير.  وقد قال في خطابه العام الذي ألقاه تحت عنوان “النصيحة للجمهور” في كاشغر: “لما نسينا أخلاق أسلافنا الصالحة وأعمالهم الطيبة، انتشرت الخرافات، وضاعت كرامتنا، حتى بدأ الأجانب في غزو بلادنا”. وذكَّر الشعب بوضوح أن “الغفلة مقدمة للموت، والاستمرار فيها ينتهي بالهلاك”.

استشهد العلامة المفكر المصلح المجدد عبد القادر دامُلَّا بن عبد الوارث الكاشغري يوم 24 أغسطس 1924 في منزله بكاشغر في مؤامرة مخططة ممن أراد الاستبداد. وأصبح كاشغر بأكملها في حالة حداد، وهز الآلاف من طلابه سماء كاشغر بالرثاء “مات عبد القادر دامُلَّا ظلما في كاشغر”.

لم يكن من خلال أنشطته الاجتماعية متعددة الأوجه رائدًا في تاريخ التعليم والثقافة الحديثة للأويغور فحسب، بل له أيضًا مكانة خاصة في تاريخ الأدب الأويغوري.

طبع قصيدته العربية المسماة “جواهر الإيقان” ووزعت في طشقند. في السنوات الأخيرة، عثر على عمله المكتوب بخط يده “كليّة مخمّس”، كما عثر بعض قصائده المسمى “مناظرة الفواكه”، ونشر في عدد 1989 من مجلة “بولاق” بإعداد رجب يوسف.

بقلم: أمين أحمدي

تصفّح المقالات

مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies.