مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث – 17
وُلد فتح الدين مخدوم عام 1926 في أوش، قرغيزستان. في خريف عام 1931، انتقل والده مع أسرته إلى خُتّن. تلقى فتح الدين تعليمه الابتدائي في المنزل، ثم التحق بمدرسة موسى دامُلَّا في حي عيدگاه بخُتّن. بعد إتقانه اللغتين العربية والفارسية، تعلم اللغة الروسية.
خلال فترة حكم شن شي ساي (بعد عام 1933)، درس في دورة تدريب المعلمين في خُتّن. وبعد إتمامه الدورة، عمل لمدة عام في رابطة الأويغور بخُتّن، ثم شغل منصب السكرتير العام لجمعية الأويغور في مقاطعة قارغليق من عام 1943 إلى عام 1945. عاد بعدها إلى خُتّن وعمل في مستشفى البيطرة حتى اندلاع ثورة “طاش قورغان”.
بعد توقيع معاهدة السلام، أصبح رئيسًا لتحرير صحيفة خُتّن. لكن بعد نقض معاهدة السلام، تم القبض عليه من قبل الكومينتانغ في خُتّن عام 1947، وذلك في حملة واسعة اختطف خلالها أكثر من 100 شخص من العلماء والمثقفين والمتنورين بتهم مزيفة، منها الانضمام إلى الحزب الشيوعي.
في أبريل 1949، أُطلق سراحه من السجن من قبل موظف الخدمة المدنية بشرط مغادرته خُتّن خلال عشرة أيام. فغادر مع عائلته (والدته وشقيقه) إلى أورومجي، حيث عمل في صحيفة “أرك” التي أصدرها عيسى آلب تكين ومحمد أمين بُغْرا.
في أغسطس 1949، غادرت مجموعة من الأشخاص، منهم محمد أمين بُغْرا وعيسى آلب تكين وآخرون، فتابعهم فتح الدين مع والدته وشقيقه للهجرة إلى الخارج. وصلوا إلى الحدود في نهاية الشهر نفسه، لكنهم عادوا إلى خُتّن بسبب إغلاق الحدود.
في عام 1950، عمل فتح الدين في خُتّن لعدة أشهر في الحرف اليدوية، لكن في نفس العام اعتقلته الحكومة الشيوعية بتهمة “الهروب إلى دولة أجنبية”، وأُطلق سراحه في عام 1953.
في عام 1954، شارك في تخطيط الثورة التي قادها عبد الحميد دامُلَّا، وأصبح شخصية بارزة في الحزب. بعد فشل الثورة، هرب واختبأ في منزل أحد الأشخاص في خُتّن لمدة 18 يومًا، قبل أن يُقبض عليه في ربيع عام 1955. حُكم عليه بالإعدام في صيف عام 1957 عن عمر يناهز 31 عامًا.
بقلم: ن. حسين
مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة