• واشنطن العاصمة
تابعنا:

محمد أمين إسلامي – مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث

مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث – 09

ولد محمد أمين إسلامي بن إسلام باي عام 1912 في مقاطعة ياركند التابعة لكاشغر في عائلة غنية وثرية. بعد إكمال تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه، سافر إلى كاشغر للدراسة في مدرسة خانليغ. بعد التخرج عاد إلى مسقط رأسه، فأصبح مدرسًا في “مدرسة المحمودية”. في عام 1932، أصبح مدير مدرسة “عرفان” التي أسسها خوجا محمد عبد الله خان. ثم أصبح مديرًا لمكتب التربية والتعليم في عام 1936.

شارك في ثورة 1937م، وأصبح مستشارا لعبد النياز كمال. عندما فشلت الثورة هاجر مع رفاقه المجاهدين إلى الهند. بعد وصوله إلى الهند، التحق بمدرسة مظاهر العلوم في سيهارانبور وبدأ في دراسة العلوم الإسلامية واللغة العربية. في عام 1939، سافر هو والجنرال محمود محيطي إلى اليابان، بحيث أسسا “جمعية تحرير تركستان الشرقية” في طوكيو عاصمة اليابان في 5 ديسمبر 1939. فهو أصبح أمينا عاما لهذه الجمعية، إضافة إلى الإمامة بمسجد طوكيو الكبير.

لقد جاء محمد أمين إسلامي إلى المملكة العربية السعودية عام 1950، وأدى فريضة الحج. شارك في المؤتمر الإسلامي العالمي الذي انعقد في كراتشي، باكستان في 9 فبراير 1951م، وقدم سرداً مفصلاً لأوضاع شعب تركستان الشرقية والاضطهاد الذي يعاني منه تحت القمع الصيني.

ثم ذهب إلى مصر، والتقى مع محمد أمين بُغْرا وعيسى يوسف آلب تكين، فعيَّنا إياه وإبراهيم واصل مسئولين عن الترويج لقضية تركستان الشرقية في العالم العربي.

اهتم محمد أمين إسلامي اهتمامًا كبيرًا بتثقيف شعب تركستان في الخارج، لهذا الغرض، أصدر منذ عام 1954 مجلة دينية وعلمية وأدبية واجتماعية بعنوان “آزات تركستان” (التركستان الحرة) باللغة الأويغورية. كما نشر كتابه “مختارات من الأدب التركستاني”، يشتمل أشعارا مختارة لشعراء وكتاب مشهورين عاشوا في تركستان الشرقية، ثم جاء إلى المملكة العربية السعودية عام 1956م، وعمل مترجماً في مكتب الحج بجدة حتى عام 1987.

نضج الإرادة والعزيمة بمحمد أمين إسلامي على تحرير وطنه الأسير تركستان الشرقية من الاستبداد منذ طفولته، بحيث حمل السلاح وقاتل في سبيل الله في أول شبابه. بعد أن أجبر على الهجرة من وطنه، واصل نضاله بقلمه.

كانت آراؤه إسلامية بحتة وتهتم بجميع المسلمين، وتمنياته الوحيدة هي تحرير إخوانه المسلمين من الاحتلال الصيني والروسي. في تلك الغاية، كان يدعو إخوانه المهاجرين من تركستان الشرقية والغربية للقتال معا ضد العدو. وقد كرس حياته، معرفته، عقله، ووقته لقضية تركستان، وأصدر العديد من المقالات والكتب لتعريف العالم الإسلامي بقضية تركستان الشرقية. 

بعد تأسيس “رابطة العالم الإسلامي” في مكة المكرمة عام 1962، أضاف بمساعدة مؤسس تنظيم الجماعة الإسلامية في باكستان، أبي الأعلى المودودي، والمفتي الفلسطيني أمين الحسيني، والدكتور مصطفى السباعي، والدكتور رمضان، والشيخ محمد الصواف قضية تركستان الشرقية إلى جدول الاجتماع لرابطة العالم الإسلامي. فهو انتخب عضواً في جمعية رابطة العالم الإسلامي نيابة عن محمد أمين بغرا وعيسى يوسف، وقدم قضية تركستان الشرقية والغربية، والدول الإسلامية الأخرى تحت الحكم الشيوعي لرابطة العالم الإسلامي. وكتب كتيبات بعنوان “الدعوة إلى العالم الإسلامي” و “حقائق عن تركستان” ووزعها على قادة المنظمات والجمعيات في جميع أنحاء العالم الإسلامي.

لقد استثمر محمد أمين إسلامي بشكل خاص في تعليم أطفال تركستان الذين يعيشون في الخارج، حيث كان يعتقد أنه من المهم الحفاظ على تراثهم اللغوي والثقافي. ولتحقيق هذا الهدف، دعا إلى إنشاء مؤسسات تعليمية تقدم تعليمًا باللغة الأويغورية والثقافة التركستانية، فضلاً عن تعزيز البرامج التي من شأنها تعزيز الشعور بالهوية بين مجتمع أخرى.

كما لعب دورا كبيرا في الحفاظ على تراث علماء المسلمين في تركستان الشرقية من الضياع، فنشر أعمالا لعلماء مثل محمود طرازي، وعبد القادر دامُلَّا، وثابت دامُلَّا، ووزعها للمسلمين في جميع أنحاء العالم.

في عام 1982، انضم محمد أمين إسلامي إلى قسم تركستان في إذاعة المملكة العربية السعودية وأصبح رئيسًا لقسم تركستان، حيث كان مسؤولاً عن شرح القرآن باللغة التركستانية على الراديو. لسوء الحظ، توفي قبل إتمام عمله.

توفي صباح الخميس 21 أغسطس 1988، ودفن في مقبرة “جنة المعلا” بمكة المكرمة.

المصدر: مذكرات رحمة الله أفندي التركستاني

تصفّح المقالات

مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies.