• واشنطن العاصمة
تابعنا:

محمد نياز أعلم – مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث

مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث – 28


وُلِد العلّامة محمد نياز، رئيس حكومة خُتَن الإسلامية التي تأسست عام 1933، في عام 1863 في مقاطعة قاراقاش التابعة لخُتَن، في عائلة مشهورة بالعلم والورع.

منذ نعومة أظفاره، بدأ دراسة العلوم الشرعية على يد والده الشيخ محمود، ثم واصل تعليمه على أيدي علماء اشتهروا بالعلم والتقوى في مدينته، حتى أصبح أحد المرجعيات الدينية بين الناس. وفي عام 1907، جلس للتدريس في مدرسة قاراقاش، ولم يمضِ وقت طويل حتى تم تعيينه قاضيًا لولاية خُتَن بأكملها.

في عام 1932، عندما اندلعت الثورة الوطنية في خُتَن وتأسست حكومة خُتَن الإسلامية، عُيِّن رئيسًا للحكومة، ومنح لقب “الملك”.

لكن بعد فشل الثورة، اضطر ثوار خُتَن إلى الهجرة إلى الهند في عام 1934 بعد سقوط الحكومة. إلا أن محمد نياز وصديقه عبد الجليل دامُلَّا قررا البقاء في الوطن لحماية شعب خُتَن من المذبحة التي كان من المحتمل أن تُرتكب على يد قوات التونغان.

من أجل تهدئة الأوضاع، ارتدى محمد نياز عمامة كبيرة ورداءً أخضر، وركب عربة يجرها حصانان، برفقة نحو 20 حارسًا مسلحًا. وتوجه لاستقبال قوات التونغان، متظاهرًا بأنه في استقبال ضيوفٍ جدد. وعند وصوله إليهم، بدأ بتحيتهم ومصافحتهم احترامًا لهم.

عندما رأى قائد الجيش التونغاني هذا الموقف، نزل من على حصانه على الفور، وعانقه بحرارة، ثم عاد معه إلى المدينة. بعد دخولهما، استقبل محمد نياز الضباط التونغانيين في دار العدل (البلاط الملكي)، الذي كان قد أعدّه مسبقًا لهذا اللقاء.

بعد هذا اللقاء، قام زعيم التونغان ماخوسن بتعيينه رئيسًا للمحكمة الإدارية لمحافظة خُتَن، وأصبحت خُتَن بالكامل تحت سيطرة التونغان.

في عام 1937، عندما قامت حكومة شن شي ساي بطرد التونغان واحتلال خُتَن، تم إلغاء النظام الإسلامي والشريعة الإسلامية في المنطقة، وتعرض علماء الدين والقادة الوطنيون للاضطهاد. وفي ظل هذه الأوضاع، اضطر محمد نياز إلى الهجرة إلى كشمير.

وفي عام 1938، سافر إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، واستقر هناك حتى توفي عام 1939 في المدينة المنورة، حيث دُفن في مقبرة البقيع.

بقلم: عبد الجليل طوران، ترجمة مركز الدراسات الأويغورية

تصفّح المقالات

مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies.