• واشنطن العاصمة
تابعنا:

نور أحمد خان الخُتَني – مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث

مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث – 21


نور أحمد خان الخُتَني، وُلد في مدينة خُتَن يوم الاثنين 12 ربيع الأول 1329 هـ الموافق 13 مارس 1911 م، في عائلة مشهورة بالعلم والورع. تلقى تعليمه الأولي في مدارس قاراقاش، ثم انتقل إلى كاشغر عام 1344 هـ (1925-1926م)، حيث تتلمذ على يد العلامة أحمد قاري الكاشغري، نجل قاضي القضاة العلامة حامد مخدوم الكاشغري، ولازمه لفترة طويلة.

في كاشغر، لم يقتصر نور أحمد خان على دراسة المناهج المقررة، بل تعمق في الأدب الكلاسيكي لعمالقة الشعراء في آسيا الوسطى، مثل حافظ شيرازي، وهويدا، وفضولي، وصوفي الله يار، ونوائي، ومشرب. أصبح ملمًا بالأعمال الأدبية الشهيرة ومستمتعًا بجمالياتها، ما انعكس على تطوره الأدبي.

بدأ كتابة الشعر عام 1348 هـ، بعد أن لاحظ أستاذه الشيخ أحمد موهبته وإمكاناته الكبيرة. دعمه أستاذه معنويًا وماديًا، مما دفعه إلى مواصلة الإبداع الأدبي بحماس كبير. كانت أولى أعماله الأدبية مخطوطة بعنوان “المقتطفات من أعمال أمير نور أحمد خان الخُتَني”، التي تتكون من 18 صفحة بحجم 12 × 18. كتب هذه الأبيات في كاشغر بطلب من أحمد قاري الكاشغري، كما أشاد في مقدمتها بالقاضي حامد مخدوم وابنه أحمد قاري، اللذين ساهما في تشجيعه على تأليف هذا الكتاب.

بينما كان يواصل مسيرته الأدبية، اندلعت الثورة التي بدأت في قمول عام 1931 وامتدت إلى جميع أنحاء تركستان الشرقية، شاملة مناطق طورفان، وكوجا، وكاشغر، وخُتَن. في يناير 1933، ترك نور أحمد خان دراسته في كاشغر وعاد إلى مسقط رأسه في قاراقاش، حيث انضم إلى ثورة التحرير التي قادها شقيقه محمد أمين بغرا. لعب دورًا بارزًا في هزيمة قوات العدو في خُتَن وياركند.

حصل نور أحمد خان على لقب “أمير صاحب” في بداية شبابه، حيث قاد 500 جندي في معركة الدفاع عن يني حصار جنبًا إلى جنب مع قوات ثورة قمول بقيادة خوجا نياز. عندما تراجعت قوات خوجا نياز، حاصرته قوات ما جونغ ينغ داخل قلعة يني حصار، لكنه استمر في الدفاع بشجاعة لمدة 23 يومًا. استشهد في النهاية مع جميع جنوده يوم الأحد 20 ذي الحجة 1352 هـ (16 أبريل 1934 م)، وكان عمره آنذاك 23 عامًا فقط.

ترك نور أحمد خان بصمة أدبية مميزة من خلال أعماله، التي استلهمت من الحياة الاجتماعية في خُتَن. أبدع في استخدام اللغة التصويرية بأسلوب جذاب وسلس، يعبر عن مشاعره وانطباعاته بدقة وإبداع. كانت أعماله مزيجًا من العمق الفني والبساطة الممتعة، ما جعلها تستمر في التأثير عبر الأجيال.

لا يزال اسم الأمير نور أحمد خان الخُتَني حاضرًا في الذاكرة الجماعية لشعب تركستان الشرقية، حيث يُعتبر رمزًا للثورة والأدب، وله مكانته اللائقة في تاريخ النضال الوطني والإبداع الأدبي.

بقلم: عبد الرحيم ثابت، ترجمة مركز الدراسات الأويغورية

تصفّح المقالات

مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies.