• واشنطن العاصمة
تابعنا:

عبد الحميد دامُلَّا – مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث

مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث – 24


وُلد عبد الحميد دامُلَّا عام 1895 في قاراقاش، حيث نشأ في بيئة علمية ودينية. في عام 1932، تخرج من مدرسة خانليغ في كاشغر، وحصل على لقب “دامُلَّا”، ليعود بعدها إلى مسقط رأسه خُتَن ويبدأ بالتدريس. شارك في الحركة الوطنية التي انطلقت في 13 فبراير 1932 بقيادة محمد أمين بُغرا، وانضم كجندي في الجيش الإسلامي. بعد هزيمة الجيش في معركة جوما وقارغليق، عاد إلى خُتَن ليواصل التدريس.

في أبريل 1949، قام بزيارة العالم الصوفي والزاهد أيوب قاري في ياركند، حيث لم تكن الزيارة فقط لتلقي العلم، بل أيضًا لمواصلة خطته الثورية لمنع الجيش الشيوعي من غزو تركستان الشرقية. اتفق مع زملائه من أورومجي وطورفان وآقسو وكاشغر على تعزيز الحركة الثورية. منذ عام 1950، بدأ في قبول المريدين لتشكيل جيش سري مستعد للثورة.

في عام 1951، أعلن مع زملائه، مقصود دامُلَّا وبارات دامُلَّا وآخرين، عن نيته إقامة دولة إسلامية في تركستان الشرقية، وحظي بدعمهم الكامل. في سبتمبر 1953، أصبح ممثلًا للشعب وسافر إلى أورومجي لحضور اجتماع، حيث التقى بزملائه الثوريين وناقشوا الخطط المستقبلية. بعد كشف أنشطة الثوار في أورومجي وآقسو، وضعت الحكومة اسمه تحت المراقبة، وأرسلت فرقة عمل سرية لمراقبته.

في 24 يونيو 1954، بدأ دامُلَّا في التنقل بين منازل أصدقائه في قارا قاش وخُتَن لتجنب الاعتقال. كان يُعرف بشجاعته وإصراره، وكان يقول للمقربين منه “سوف نغزو”، بينما يشجع الآخرين على الاستعداد للثورة.

في نوفمبر 1954، انتُخب عبد الحميد دامُلَّا رئيسًا للثورة، وفتح الدين مخدوم نائبًا له وقائدًا عسكريًا. قرروا بدء الثورة في أمسية مهرجان الربيع الصيني عام 1955، لكنهم اضطروا لتقديم الموعد إلى 31 ديسمبر 1954 بعد تسرب المعلومات للحكومة. بدأ الثوار الانتفاضة بمهاجمة السجن وتحرير الأسرى، الذين انضم الكثير منهم للثوار. على الرغم من شجاعة الثوار، إلا أن القوات الصينية كانت تفوقهم تسليحًا وعددًا، وانتهت الثورة دون تحقيق أهدافها.

بعد فشل الانتفاضة، اختبأ دامُلَّا في منازل مريديه، وكان أحدهم الصوفي قاسم. لاحقًا، اختبأ في منزل تلميذه رجب أخون، الذي بنى له مخبأً سريًا تحت الأرض في إسطبل للحمار، حيث عاش هناك لمدة أربع سنوات.

في أبريل 1959، أجبرت السلطات الصينية رجب أخون على الكشف عن مكان دامُلَّا، فتم اعتقاله من مخبئه. قضى أربع سنوات يعاني في السجن حتى تم إعدامه في 1 أبريل 1962 أمام آلاف المسلمين من الأويغور. دفنت أسرته جثمانه في مسقط رأسه قاراقاش.

بقلم: عبد الجليل طوران، ترجمة مركز الدراسات الأويغورية

تصفّح المقالات

مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies.