• واشنطن العاصمة
تابعنا:

عبد الحميد مقصود – مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث

مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث – 25


وُلد عبد الحميد مقصود عام 1916 في طورفان، لعائلة عُرفت بالعلم والثقافة. تلقى تعليمه الأولي بين عامي 1924 و1929 في مدرسة المقصودية التي أسسها عمه مقصود محيطي.

في ربيع عام 1931، انطلقت ثورة قمول بقيادة خوجا نياز ضد الاستبداد والاستغلال الذي مارسه جينغ شورين. امتدت نيران الثورة إلى مناطق مختلفة، ونظّم أهالي طورفان انتفاضة بقيادة مقصود محيطي ومحمود محيطي، حيث شارك عبد الحميد الشاب، البالغ من العمر 16 عامًا، في صفوف الثورة بحماس كبير.

بدأ عبد الحميد كجندي عادي في معارك طورفان ومحيطها، حيث اكتسب خبرة عسكرية وأظهر شجاعة وذكاءً جعلاه يحظى باحترام الثوار. بعد استشهاد مقصود محيطي، تولى محمود محيطي القيادة وشكّل فريق حماية من شباب المنطقة، حيث عُين عبد الحميد قائدًا للفريق. شارك في معارك عديدة خلال هذه الفترة، وقاد فريق الحماية الخاص بمحمود محيطي، كما تولى قيادة الفرقة السادسة لمدافع الرشاش.

بين عامي 1935 و1937، سافر عبد الحميد إلى طشقند للدراسة في كلية القانون الإداري بجامعة آسيا الوسطى. عند عودته إلى وطنه في عام 1937، عمل مدرسًا في مدرسة ثانوية بجوجك. في نهاية عام 1938، انتقل إلى أورومجي حيث أصبح رئيسًا لقسم التعليم للأويغور، ثم محررًا في جمعية التواصل الثقافي عام 1939.

في عام 1940، اختطفه شن شي ساي وسجنه لمدة أربع سنوات. أُطلق سراحه عام 1944 بناءً على معاهدة السلام، لكنه اعتُقل مرة أخرى عام 1945 وقضى عامًا آخر في السجن. بعد إطلاق سراحه عام 1946، شغل منصب نائب رئيس جمعية الأويغور في تركستان الشرقية، ومدير الإدارة الثانية للإشراف على التعليم الإقليمي.

في عام 1947، انضم عبد الحميد إلى الجيش بعد نقض الكومينتانغ للمعاهدة، حيث عمل كرئيس لمركز الاستخبارات في عقبة موزات. شارك في معارك عنيفة مع قوات الكومينتانغ في جينغ وشيخو وماناس، وتمت ترقيته إلى رتبة رائد بعد الاستيلاء على ماناس.

من عام 1950 إلى 1955، عمل رئيسًا لتحرير جريدة “آلغا” ومجلة “الاتفاق”. في عام 1956، انتقل إلى كاشغر حيث عمل في شعبة الدعاية بلجنة الحزب، وأشرف على جريدة “جنوب تنغري تاغ” (الآن جريدة كاشغر). لاحقًا، انتقل إلى أورومجي وعُين نائبًا للمشرف على الإشراف الثقافي لمنطقة الأويغور المتمتعة بالحكم الذاتي، حيث لعب دورًا رئيسيًا في إنشاء استوديو أفلام ومدرسة فنية (الآن كلية الفنون)، وأصبح رئيسًا لاستوديو الأفلام.

في عام 1963، شارك في ترجمة أعمال ماو تسي تونغ. خلال “الثورة الثقافية الكبرى” التي بدأت عام 1966، واجه اضطهادًا كبيرًا، لكن عمله استؤنف عام 1974. في عام 1978، أصبح رئيسًا لأكاديمية العلوم الزراعية ونائب رئيس كلية الزراعة حتى تقاعده في سبتمبر 1983.

عبد الحميد لم يكن مجرد محارب ومثقف، بل كان أيضًا كاتبًا بارزًا. ألف العديد من المقالات العلمية التي أثرت في مجتمعه، مثل قصيدته “يا قلم صب دموعك” ومقالاته “في التربية والتعليم” و”الوضع الدولي”. كما كتب الأبجدية الأويغورية عام 1939 لتحسين معرفة القراءة والكتابة لدى الشباب. ألف كتبًا توثق تاريخ الثورة في تركستان الشرقية، مثل “سجلات ثورة عام 1947 لشعب طورفان، وبجان وتوقسون” و“ذكريات موجزة عن الانتفاضات الشعبية في تركستان الشرقية في فترة 1931 و1934”.

عاش عبد الحميد مقصود حياة بسيطة ومتواضعة، حيث كان يقدم مساهماته بصمت دون السعي وراء المجد. توفي في 11 أبريل 2001 في أورومجي عن عمر يناهز 85 عامًا، تاركًا إرثًا ثقافيًا وتعليميًا عظيمًا لشعب الأويغور.

تصفّح المقالات

مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies.