مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث – 29
وُلِد محمد قاسم دامُلَّا عام 1907م (1325 هـ) في خُتَن. تلقى تعليمه الابتدائي على يد جدته السيدة نبيرة، ثم التحق بإحدى المدارس الدينية، حيث تأثر بالتصوف تحت تأثير حضرة علي مردان.
في عام 1925، سافر إلى كاشغر لمواصلة تعليمه، حيث استقر في مدرسة چهار سو، وتتلمذ على يد كبار العلماء مثل محمود دامُلَّا، وهاشم دامُلَّا، وشمس الدين دامُلَّا وغيرهم من العلماء البارزين في ذلك الوقت. كما أصبح زميلًا لكل من عبد الغني دامُلَّا والأمير نور أحمد خان. خلال فترة دراسته، سمع محمد قاسم دامُلَّا عن الحركة الجهادية التي أطلقها محمد أمين بُغْرا في قاراقاش، فقرر التوقف عن الدراسة والعودة إلى مسقط رأسه للانضمام إلى صفوف المجاهدين، إلى جانب ثابت دامُلَّا، وصبغة الله مولوي، والأمير نور أحمد خان. شارك بنشاط في الثورة الوطنية، وبعد انتصارها، عُيِّن وزيرًا للمالية في الحكومة الإسلامية التي أسسها الثوار، حيث تولى مسؤولية إدارة إيرادات ومصروفات الدولة.
لكن بعد سقوط الحكومة عام 1934، اضطر إلى الهجرة إلى الهند برفقة محمد أمين بُغْرا. في عام 1939، تأسست “جمعية مهاجري تركستان” في كشمير، وانتُخب محمد قاسم دامُلَّا رئيسًا لها، حيث تولى مسؤولية الإشراف على شؤون المغتربين من تركستان الشرقية. كان يعمل بجدٍّ ليلاً ونهارًا من أجل خدمة أبناء وطنه، كما كان يلقي دروسًا في القرآن الكريم والحديث الشريف إلى جانب مسؤولياته في الجمعية.
واصل العمل مع محمد أمين بُغْرا في النضال التحريري حتى عام 1942، عندما غادر الأخير إلى نانجينغ. وفي عام 1949، قبل أن يغزو الجيش الأحمر الشيوعي الصيني تركستان الشرقية، اضطر محمد أمين بُغْرا وعيسى يوسف ألب تكين ورفاقهم إلى مغادرة وطنهم مرة أخرى، فاستقبلهم محمد قاسم دامُلَّا في كشمير وواصل العمل معهم من أجل تحرير تركستان الشرقية.
في عام 1950، سافر إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج برفقة محمد أمين بُغْرا، ثم زار مصر قبل أن يعود إلى كشمير.
خلال هذه الفترة، كتب العديد من القصائد الوطنية التي عبَّر فيها عن حبه لوطنه تركستان الشرقية، وجمعها في كتابه “نجاتليغ يولي” (طريق النجاة). كما كتب تكملةً لكتاب “تاريخ تركستان الشرقية” لمحمد أمين بُغْرا، بعنوان “تاريخ الثورة الوطنية لتركستان الشرقية”.
في عام 1968، سافر إلى المملكة العربية السعودية ومكث فيها نحو عامين قبل أن يعود إلى كشمير. وبعد تسع سنوات، انتقل إلى تركيا عبر المملكة العربية السعودية، حيث عمل مع عيسى يوسف ألب تكين في جمعية تركستان الشرقية للنشر في إسطنبول.
في عام 1982، انتقل مرة أخرى إلى المملكة العربية السعودية واستقر هناك حتى وفاته. “طريق النجاة”: نُشر لأول مرة في كشمير عام 1951، ثم أُعيد نشره في إسطنبول عام 1981 على نفقته الخاصة، وأعيدت طباعته في إسطنبول عام 2000 من قبل دار نشر تكليمكان الأويغور. “فرض عين”: كُتب في كشمير في الأربعينيات، وتناول مسائل الصلاة، وكان مطلوبًا بشدة في خُتَن لسنوات عديدة. على الرغم من إتقانه العربية والفارسية والأردية، كتب مؤلفاته باللغة الأويغورية.
توفي محمد قاسم دامُلَّا يوم 8 رمضان 1405 هـ الموافق 28 مايو 1985م في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية، ودُفن في مقبرة ابن عباس.
بقلم: عبد الجليل طوران، ترجمة مركز الدراسات الأويغورية
مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة