• واشنطن العاصمة
تابعنا:

مسعود صبري بايقوزي – مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث

مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث – 11

ولد مسعود بن صابر بن بايقوزي بن بولات قوزي عام 1887 في غولجا لعائلة مزارع. كان بولات قوزي في الأصل من مقاطعة أرتوج بمقاطعة كاشغر، ونُفي إلى إيلي مع عائلته لمشاركته في النضال ضد الغزاة المانجو الصينيين.

وفقًا للبيانات التاريخية، تم ترحيل الدفعة الأولى المكونة من 2000 شخصا من كاشغر إلى وادي إيلي في عام 1760 بأمر من تشيان لونغ خان من أسرة مانجو، كما تم ترحيل 6000 أويغور آخر قسرا بعد ثورة أوج طورفان في عام 1765. أُجبر هؤلاء المنفيون على بناء الجدران والمباني هناك. وطَّن 600 شخص من الدفعة الأولى في الأراضي القاحلة بين قولوستاي بولوكوي الواقعة على الجانب الجنوبي من وادي إيلي، وكان بينهم جده بولات قوزي.

بعد توطينهم في أراضي جديدة، عاشوا عن طريق نصب الخيام وحفر الكهوف، مع مرور السنين، حفروا القنوات لري الأرض وزراعتها. وشيدوا البيوت والمنازل، وبنوا الحدائق، واستقروا تدريجياً، حتى بنى مدنا جميلة ومزدهرة، وأطلقوا عليهما اسم”اروز”.

عاش جد مسعود أفندي مثل هذه الحياة الصعبة بين القرويين الآخرين المغترين، حتى مرت شهور وسنوات، ولد ابنه صابر وريثًا لحياته الصعبة.

تعرض صابر مثل والده للضرب، وأكل قساوة الزمن، حتى بلغ سن الرشد. بعد تذوقه مرارة الحياة وتخطيته دروب الحياة، انضم على الفور إلى صفوف الثوار عندما بدأ النضال الوطني في ولاية إيلي تحت قيادة صادر بالوان (الباسل). وشارك في معارك فتح بايانداي، وكورا، بعد انتهاء الحرب عاد إلى بلاده وعمل من أجل كسب لقمة عيشه.

وقد ولد مسعود أفندي في أسرة المحارب المناضل، وورث العمل العظيم الذي بدأه والده.

منذ طفولته، كان ولدا ذكيا، مجتهدًا، لامعا، محبا للعلم والمعرفة، بدأ حياته العلمية بالالتحاق إلى مدرسة دينية في قريته. ثم واصل دراسته في مدرسة شبه دينية وشبه علومية. نظرًا لشغفه بالعلم، شجتعه أساتذته على الدراسة واكتساب المعرفة في الخارج.

في ذلك الوقت، كانت الدولة الوحيدة التي يمكن لشباب الأويغور الدراسة فيها هي تركيا. ومع ذلك، لم يكن لديه ما يكفي من المال لتكاليف السفر والرسوم الدراسية. فعلم حسين باي الشهير بحبه العلم والثقافة بهذه الحالة، فمد يده إليه وتكفل بتكاليف تعليمه. وهكذا تتحقق أحلامه بالدراسة في الخارج.

في صيف عام 1916، وصل إلى إسطنبول، برغبة في دراسة العلوم. والتحق بالمعهد الطبي في إسطنبول. في ذلك الوقت، كان نظام الدراسة للجامعة التركية ثلاث سنوات، لذلك في عام 1919، أكمل دراسته بنجاح وعاد إلى مسقط رأسه غولجا بهدف خدمة شعبه.

بعد عودته إلى بلده، رأى أبناء وطنه ما زالوا يعيشون في ظل اضطهاد المغتصبين الصينيين جائعين وعراة، ويعرف عن آسفه الشديد لمصير شعبه هما وحزنا عليهم. لأنه ما رآه في تركيا وما رآه في تركستان الشرقية كان تناقضًا صارخًا. لذلك، صمم أن يجادل لإنقاذ قومه.

افتتح مسعود عيادة خاصة في منزله وبدأ بعلاج الناس. بالإضافة إلى ذلك، أراد افتتاح مدرسة حديثة، فناشد الحسين باي. لقد أعرب حسين باي سروره بإرادته، فبنى مدرسة جديدة، وملأها بالمعدات والأدوات اللازمة.

تعد هذه أول مدرسة حديثة افتتحت في مدينة غولجا بمنهج جديد. وكان الطلاب يلتحقون بها بغض النظر عن كونهم أثرياء أو فقراء. كما كان مسعود أفندي وعبد الرحمن أفندي المعلمين الرئيسيين لهذه المدرسة.

لكن المسؤولين الجهلة والمتعصبين المحليين، تعاونوا مع الحاكم الصيني لمراقبة أنشطة النبلاء وبدأوا في نشر الشائعات. قالوا: المعلمون يقودون أبناءنا للخروج من الدين بتدريس منهج جديد، فلن نسمح بذلك، والتدريب العسكري للشباب هو مناهض للحكومة. فيجب على الحاكم إغلاق المدرسة ومعاقبة أصحابها.

بعد هذا الخبر، أمر الحاكم على الفور باعتقال الرجلين معتبرا أن نشاطهما التدريبي يشكل خطر عليه، فوضعهما في أقفاص حديدية، وأرسلهما إلى أرومجي تحت رقابة 100 جندي بعد بضعة شهور في زنزانة حاكم غولجا. وقضى الرجلان ثلاث سنوات في زنزانة أورومجي. فإن كانت حياة السجن قد ضعفهما في سجن مظلم، وتحت تعذيب لا ينتهي، وحوَّل وجهيهما إلى اللون الأصفر كزعفران، لكنها قوَّى إرادتهما ونفسيتهما، وصيَّرهما من الثوار.

من المعلوم، أن يانغ زين شينغ اغتيل على يد منافسيه في عام 1928. اضطر جينغ شورين، الذي اعتلى إلى السلطة إلى تقديم تنازلات وإطلاق سراح بعض السجناء السياسيين لتعزيز حكمه. في هذه العملية، أطلق سراح مسعود وصاحبه، فعادا إلى غولجا في عام 1930.

وبدعم ومساعدة من المثقفين الواعين والمستنيرين في ذلك الوقت كحسين بك يونس، ومعروف سعيدي، وأيوب منصوري، وطيب ذات خلفة، وطيب غازي، وعبد المتعال خلفة، وأمير زنغير، افتتح مسعود عيادته الخاصة لعلاج أمراض الناس من جديد.

في عام 1933، في شهر رمضان، ذهب إلى مسجد “بيت الله” كالمعتاد، وعاد إلى المنزل بعد الصلاة. عندما وصل إلى بوابة كورا، رأى اختباء عادل بك خلف شجرة، وخنجره متوهجٌ في يده. في هذا الوقت أدرك مسعود أفندي أنه على وشك التعرض للاغتيال، فأخرج مسدسه وأطلق عليه، فقتله.

مع اقتضاء الموقف، خرج مع عائلته في تلك الليلة، وغادر آقسو عبر موز داوان (الجبال الجلدية)، ثم ذهب إلى كاشغر من هناك. بعد فترة وجيزة من مغادرته، حقق كفاح التحرير الوطني المستمر في كاشغر انتصارات كبيرة. نتيجة لانتصار الثورة، تأسست “جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية” بقيادة ثابت دامولام. وشارك مسعود أفندي بنشاط في هذه الثورة وأيد الحكومة بنصائحه المفيدة.

لكن المحتلين الصينيين والاتحاد السوفيتي الذين لا يريدون حرية شعب التركستان، كانوا يحاولون إطفاء نيران الثورة وتدمير “جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية” التي هي ثمرة الثورة. في هذا النضال، هزم الجيش الثوري الوطني جيش شنغ شي ساي الصيني وانتصر.

في عام 1937، غزا الجيش السوفيتي من بر وجو مسلحًا بأسلحة حديثة، وأوقع خسائر فادحة في صفوف الجيش الوطني التركستاني. وهجموا على المقاتلين الذين انسحبوا إلى صحراء تكليماكان بعد هزيمتهم من الجو بالطائرات ومن الأرض بالدبابات. وبهذه الطريقة، دمر “جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية” الجديدة.

بعد أن وطد شنغ شي ساي سلطته وتعزيزها بمشاركة مباشرة من الستالينيين، ارتكب مذابح بقتل قادة حكومة التركستان، والوطنيين الذين شاركوا بنشاط في الثورة، والمثقفين والعلماء، والأثرياء.

غادر مسعود أفندي كاشغر في عام 1934، وذهب أولاً إلى كشمير ثم إلى الهند. بعد مغادرة الهند، عبر المحيطات، وصل إلى شنغهاي. ثم تنقل من شنغهاي إلى نانجينغ.

بعد وصوله إلى الصين، التقى بعيسى يوسف آلب تكين، ومحمد أمين بُغْرا، وإبراهيم المطيعي، وعبد الرحيم أوتكور، و يعقوب، الذين كانوا يعملون من أجل الوطن في الصين الداخلية، وشاركوا في نشاطات النضال الثوري معهم، إضافة إلى جانب تعلم اللغة الصينية والإنجليزية.

وقام مع هؤلاء الزعماء بجمع رؤساء مواطنيهم الذين يعيشون كلاجئين في الصين الداخلية لأسباب مختلفة، حيث شكلوا “جمعية تركستان الشرقية في الخارج”.

بصفته مسؤولا عن الدعاية للمنظمة، قام مسعود بمسؤولية نشر الصحف والمجلات مثل “صوت تركستان الشرقية” و “خان تنغري” و “ألتاي” و “أرك” ووزعها في الصين الداخلية وتركستان الشرقية. وبهذه الطريقة حقق تثقيف الناس بروح الوطنية. ودعا الشعب إلى النضال الثوري، وعلَّم التكتيكات وأساليب النضال. وفي الواقع أن هذه الجهود المبذولة لم تذهب سدى.

في 6 يونيو 1946، بعد توقيع “معاهدة السلام المكونة من 11 نقطة” مع حكومة الكومينتانغ، تغير الوضع السياسي لشعب تركستان الشرقية. وعيِّن مسعود أفندي عضوا في الحكومة ونائبا للمدعي العام للحكومة الائتلافية.

في صيف عام 1946، جاء إلى غولجا لزيارة مسقط رأسه وأقاربه وأصدقائه وعائلته. حشد بوريسوف، رئيس مديرية المخابرات السوفيتية في غولجا جميع مرؤوسيه لكتابة وتوزيع منشورات دعائية ضده. واستمر حركة ستاليين ضد “السادة الثلاثة” حتى ينسحبوا من المشهد السياسي.

ولكن حكومة تركستان الشرقية واصلت عملها بشكل طبيعي لمدة عام تقريبًا بموجب “اتفاقية 11 مادة”. خلال هذه الفترة، وقع العديد من التغييرات داخل الصين والعالم. وعندما انتهت الحرب العالمية الثانية بهزيمة ألمانيا واليابان، هزيمة اليابان غيرت الوضع الداخلي للصين؛ فبمساعدة الاتحاد السوفيتي، اكتسب الحزب الشيوعي الصيني الضعيف أربع مقاطعات شمالية شرقية، وصناعة حديثة، وتكنولوجيا عسكرية كافية. نتيجة لذلك، في صيف عام 1946، اندلعت حرب أهلية بين الكومينتانغ والشيوعيين. أصبحت الحرب بين الطرفين أكثر حدة عسكريا ودبلوماسيا.

بحلول ربيع عام 1947، اشتد القتال وأصبح الوضع أكثر تعقيدًا. من أجل إصلاح الوضع، أزالت حكومة الكومينتانغ جانيغ جي جونيغ من منصب رئيس الحكومة، وعينت مسعود أفندي رئيسًا للحكومة في 19 مايو 1947 م. وعيسى يوسف ألبتكين أمينًا عامًا للحكومة. في 28 مايو، أقيمت مراسم لتولي المهام، وتسلم مهامه. 

عندما كان مسعود أفندي رئيسًا للحكومة الإقليمية، اشتدت الصراعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعرقية وصار الوضع معقدًا للغاية. لم تكن هناك ظروف مناسبة له للعمل بشكل طبيعي. ومع ذلك، فقد استخدم رئاسته لفعل كل ما هو ممكن لمستقبل البلاد، منها:

  1. أرسل رجلا إلى نانجينغ لطباعة 240 نوع من الكتب المدرسية لتزويد المدارس بالكتب المدرسية. وعقد دورات قصيرة المدى لتدريب المعلمين بروح القومية والوطنية.
  2. حاول تثقيف الناس وخاصة الشباب لغرس الروح الوطنية، ورفع مستوى وعيهم من خلال تطوير الصحافة. وعلّم الشباب تاريخ تركستان الشرقية تاريخا وحضارة وثقافة، كما حاول زرع الاعتزاز بوطنهم الأم في قلوبهم. حيث نشر مجلات “خانتنغري” و”آلتاي” في أورومجي، وروج الأفكار القومية. وأنشأ نادي ثقافي في دار النشر ألتاي باسم “درنك”، ونظمت أمسيات أدبية ومحاضرات علمية ومحادثات وتقارير عن التاريخ واللغة والأدب للشباب. وبهذه الطريقة أقام الروح الوطنية للشباب وكوَّن النظرة العلمية للعالم. وأصدر في أورومجي صحيفة “أرك”، ومن خلال هذه الصحيفة، نشر الأفكار مثل: “أمتنا تركية، وطننا تركستان! نحن وطنيون، نحن الشعب، ونحن إنساني”. لعبت هذه الصحيفة دورًا فاعلًا في إثارة الروح الوطنية للشعب.
  3. افتتح مكتبات كبيرة في المدن الكبرى، ووزعت الكتب والمجلات والصحف على هذه المكتبات. وجمع المخطوطات والموارد الثقافية الأخرى، ووضعها في المكتبة لاستفادة عامة الشعب.
  4. تطورت وسائل الإعلام والصحافة بسرعة. قامت دار ألتاي بنشر وتوزيع أعمال مثل “شعار الرجل” و “نضال الإستقلال” و “كفاح القلم” و “تاريخ تركستان” و”أبجدية الأويغور”. ونشر ووزع أعماله مثل “المعلم الأول” و “المختارات” و “خطاب” و “نياز قيز” على الجمهور. كما نشر ووزع كتب ومجلات مثل “جهان” و “التاريخ الإسلامي” و “معرفة الشباب” و “مجلة تنغري تاغ المصورة” التي أعدتها الجمعية الثقافية الغربية والشمالية. وقد لعبت هذه المنشورات والمطبوعات دورا كبيرا في مجال تنمية الثقافة والمعرفة وغرس الروح الوطنية لدى الناس وخاصة الشباب.
  5. اهتم بالقنوات المياهية اهتماما كبيرا. في تلك السنوات، لم يكن لدى طورفان وتوقسون وبيجان والقرى الأخرى ما يكفي من المياه للزراعة. ولتلبية احتياجات المزارعين من المياه، بادر إعادة توسيع كارز (قناة المياه الداخلي) طورفان. وبدأ بناء مؤسسات المياه في سنغكيم وبيجان في وقت واحد. وتبرع من ماله لهذه المشاريع بالإضافة إلى إرسال فنيين ومعدات حكومية. بدأ مشروع المياه في مارس 1948 واكتمل في يونيو من نفس العام، لتلبية احتياجات المياه للمزارعين.
  6. وقدم المساعدة المادية للفقراء. فعلى الرغم من الصعوبات المالية التي تواجهها الحكومة، سجلت العائلات الفقيرة في أورومجي ومدن أخرى وزودهم بالحطب والفحم مجانًا. وكذلك قدمت الحكومة دقيقًا رخيصًا إلى 90 مخبزًا في مدينة أورومجي لجعل سعر الخبز في متناول الناس.

كشفت لنا الحقائق أن مسعود أفندي بذل قصارى جهده من أجل رفاهية شعبه باعتباره ثوريًا وطنيًا حقيقيًا خلال فترة ولايته القصيرة. 

في نهاية عام 1948، بعد إقالته من منصبه، أمضى ما يقارب من عام في منزله في أورومجي للعلاج.

خلال هذا العام، حدثت تغييرات هائلة في تركستان الشرقية والصين. هُزمت حكومة الكومينتانغ، التي حكمت الصين، في حرب أهلية مع الشيوعيين وفقدت السيطرة على البر الرئيسي.

وحدثت تغييرات جذرية في تركستان الشرقية. تآمر ستالين وماو تسي تونغ ضد القادة الرئيسيين لثورة تركستان الشرقية بقيادة أحمد جان قاسم، وتدمير ثمار الثورة التي جاءت على حساب دماء شعب تركستان الشرقية.

في هذه الحالة، اضطر أصدقائه محمد أمين بُغْرا وعيسى يوسف آليب تكين وآخرون مغادرة البلاد والذهاب إلى الخارج لتجنب التعرض للقتل على يد ماو تسي تونغ. لكن مسعود أفندي قرر عدم مغادرة البلاد. وسرعان ما وصل الجيش الشيوعي إلى أراضى تركستان الشرقية.

في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، صدر الاحتلال الصيني مذكرة توقيف بحق مسعود أفندي. ولكن نظرا لتقدم سنه وحالته الصحية، أخذ إلى إقامة جبرية في منزله بحيث لم يسمح لغير أفراد الأسرة بزيارته.

خلال الإقامة الجبرية، كانت تصل الأخبار السيئة إليه كل يوم كما جاء في المقال: “زاد الطين بلة والطنبور”. وقد أصبح تركستان الشرقية بأكملها سجنًا ضخمًا.وتعرض مئات الآلاف من الأشخاص للتعذيب والقتل في السجون والمعسكرات. ومن بينهم، أشقائه عبد الغفور ورحيم جان وابناه أرطغرول ويلديريم.

ما مضى طويلا، وصل خبرا شريرا يفيد بأن شقيقه عبد الغور وابنه يلدريم قد قُتلا بالرصاص أمام أهالي غولجا. ثم وصل نبأ نجله الأكبر أرتوغرول بأنه قد حُكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا. وأصبح حياة شقيقه الآخر في خطر أيضًا. كل هذه الأخبار المحزنة والمؤلمة أثرت على روحه، وتدهورت صحته يومًا بعد يوم.

 تحت رقابة بوليسية شديدة، عزل علاقته عن العالم الخارجي تماما، حتى وضعت الحكومة الشيوعية المعوقات لعلاج مرضه. نتيجة لهذا الاعتداء العقلي والجسدي، توفي  مسعود أفندي في 25 فبراير 1952 في أورومجي عن عمر يناهز 66 عامًا.

وهكذا، توفي الابن البارز، المحارب الوطني الذي كافح طوال حياته من أجل حرية شعبه واستقلال بلاده.

كان مسعود أفندي باحثًا وكاتبًا بارعًا وطبيبًا ماهرا وكان لديه معرفة نظرية وعملية في العلوم الطبية. وكذلك كان مترجمًا ولغويًا واسع المعرفة. بالإضافة إلى معرفته الغزيرة، كان يتقن اللغة التركية والصينية والإنجليزية.

وكان ضليعًا في التاريخ والعلوم الاجتماعية والفلسفة، فأثناء إقامته في المناطق الداخلية من الصين، أعجب المثقفون الصينيون عندما رأوا معرفته الواسعة وخبرته العميقة.

وكذلك كان مناضلا عظيما، وسياسيا عبقريا، وكان مخلصا وفيا بقي في طموحاته الثورية حتى النهاية، ومستعدا للتضحية بحياته وحياة عائلته من أجل سعادة قومه. لم يستسلم للصعوبات والمصاعب التي واجهها في النضال. لقد حمل بشجاعة العبء الثقيل للثورة على كاهله واجتاز امتحانات التاريخ الصعبة بشرف. 

بينما كان مسعود أفندي على قيد الحياة، لم يضحك له القدر. عوقب بسبب ذكائه وعبقريته، وملكته. وصفه أعداؤه الشيوعيون، بأنه “قومي، ومتتركة، وجاسوس لتركيا، وجاسوس لإنجلترا”. حتى نهاية حياته.

بقلم: عبد الشكور محمد

تصفّح المقالات

مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies.