مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث – 07
هو محمد أمين بن فريد الدين التركستاني الختني العلامة المؤرخ المفكر المناضل، والمشتهر بمحمد أمين بُغْرا.
اتفقت المصادر المترجمة له في سنة ميلاده ومدينة التي ولد فيها، ولم يتفق في مكان مسقط رأسه، فنص معظمها أنه ولد ألف تسعمائة وواحد ميلاديا، والموافق ألف ثلاث مئة وتسعة عشر هجريا، في قصبة أوي باغ، مقاطعة قاراقاش، ولاية خُتَن الواقعة في جنوب تركستان الشرقية، في أسرة علمية ذي شأن. وقيل: قد ولد في حارَّة دار الخليفة بمدينة خُتَن.
نشـــأ محمد أمين بُغْرا في عائلـــة علميــــة، فــــكان أبوه فريد الدين عَلَماً من أعلام الإسلام في وقته، وقد تخرج على يديه نخبة من العلماء الأفاضل الكرام في إقليم ختن وغيرها. ودرس الشيخ محمد أمين بُغْرا لدى والده منذ صباه، ولكن لم يستمر هذه الأيام حتى توفي أبوه، فواصلت والدته سكينة بانو بنت حكيم شاهـ بتربية أولادها الستة بتربية علمية، لأنها تعتبر من المبرزات النادرة في طبقات النساء في ذلك الوقت. وهذه التربية الحنونة لم تستمر حتى توفي أمه ١٩١٣م، فأخذ عمه محمد نياز المشتهر بالطب والعلم تحت حمايته، وأرسله إلى المدارس الشرعية.
فلما بلغ عمره اثنا عشر سنة، قدم إلى ختن الزوار من دول الأجنبية، وكان عمه علاقته قوية مع الدول الخارجية ومن حيث يأتي هؤلاء الأجانب إلى داره، فهو كان يسمع أقوال هؤلاء الزوار بأذن واعية.
وقد أخبر عن نفسه فقال: “بقيت في بيت خالي بعد وفاة أمي. وكان خالي محمد نياز عالما وطبيبا مشهورا. فيجيء إليه كثير من الناس من داخل المملكة أومن خارجها مثل: تركستان الغربية وشبه قارة الهند، كشمير، وتركيا. وأتيحت لي الفرصة لمقابلة كثير من الناس هناك، بحيث شاركت إلى محادثتهم، وتعلمت من محادثتهم معلومات كثيرة.”
فأخذ العلوم السياسية والثقافية عن أحد القادمين من تركيا، وبعد ذلك بدأ في قراءة المجلات والكتب التي جلبها الزوار إلى تركستان الشرقية. وعندما وصل عمره خمسة عشر سنة غشى قلبه الحزن والتفجع على أحوال المسلمين، وملأ قلبه الغضب والكراهية بالطغاة والظالمين. وفي نتيجة هذه القوة الدافعة بدأ بدراسة التواريخ القديمة والحديثة لدول العالم.
أكمل تعليمه العالي في العلوم الإسلامية باللغة العربية والفارسية في مدرسة دامُلَّا حضرتم إحدى أشهر مدارس ختن. وعند بلوغه الثانية والعشرين نال قصب السبق على أقرانه الزملاء، حيث أصبح عالماً فذاً وفقيها ضليعاً في جميع العلوم الإسلامية، فعيِّن مدرسا في نفس المدرسة وعمره واحد وعشرين سنة.
في عام 1929 تزوج من بنت خاله أمينة بُغْرا. مكث محمد أمين بُغْرا في التدريس حتى عام 1930. بسبب قدرته العلمية والخطابية، سرعان ما اشتهر بين الناس ولقب بحضرت.
وبعد عام ١٩٢٥م قام برحلة اكتشافيه إلى سائر ولايات تركستان الشرقية، وزار في هذه الرحلة مدنا عديدة من تركستان الشرقية. والتقى في رحلته مع العلماء والمثقفين في كل المدن التي مر بها، وتبادل معهم الآراء حول مصير الأمة واستقلاله وحريته. وكذلك ألقى نظرة فاحصة على قوة الصين وحالة ذهنية الشعب في هذه البلاد.
وقابل في هذه الرحلة الاستطلاعية العلامة ثابت دامُلَّا، حيث صب محمد أمين بُغْرا ما في جعبته من اليقين الجازم للجهاد في سبيل الله لتحرير شعبه من ظلم الصينين. واتفقوا على أن المسلمين ليس لديهم خيار سوى بدء انتفاضة مسلحة للتخلص من الأوضاع في تركستان الشرقية، فوعدوا بالالتقاء في ميادين الحرب.
فقد عزم ثابت دامُلَّا للتجوال في سائر بلاد الإسلام غربا مثل آستانة ومصر الكنانة وبلاد الرافدين والشام وفلسطين والحجاز مارا بالهند.
وأما محمد أمين بُغْرا رجع إلى محافظة قاراقاش بعد رحلته الاستكشافية واستعد للمعركة والجهاد، وأنشأ منظمة سرية، فكان أول أعضاء هذه المنظمة محمد أمين بُغْرا، ومحمد نياز علم آخون، وتورسون محمد آخون. تطورت المنظمة على مراحل من خلال تجنيد الأعضاء واتخاذ نهج سري. ووضع التنظيم خطة عمل بناءً على الوضع الحالي للثورة، والوضع العام في تركستان الشرقية، فضلاً عن الوضع العسكري للعدو.
في 13 فبراير 1933، هاجم الثوار بقيادة محمد أمين بُغْرا قاراقاش وحرروها. في غضون شهر تقريبًا، حرروا جميع أجزاء ختن من الصينيين. وتأسست حكومة الإسلام في خُتَن عام 1933.
عينته الحكومة قائدا عاما للجيش وكان اسمه الأمير حضرت. على الرغم من أن قوات حكومة خُتَن الإسلامية بقيادة محمد أمين بوغرة تقدمت إلى أبواب كاشغر، إلا أن الوضع المعقد في ذلك الوقت وانقسام قوات تركستان والعوامل غير المواتية في الوضع الداخلي والخارجي كان لها تأثير سلبي لثورة خُتَن.
على الرغم من أنه قد ضحى بشقيقيه الأمير عبد الله والأمير نور أحمد وآلاف من شباب الأويغور خلال هذه الثورة، إلا أن الثورة انتهت بالهزيمة.
بعد فشل ثورة ختن، في 27 يوليو 1934، قرر محمد أمين بُغْرا الانتقال إلى الهند لانتظار الفرصة. فغادر في نفس اليوم ووصل إلى لاداخ في 12 أغسطس. وزار كشمير وبومباي ودلهي ومدن أخرى من الهند، لكنه لم يعتبر هذه الأماكن لتحقيق طموحاته، لذلك وصل كابول في 2 سبتمبر بإذن من الحكومة الأفغانية. خلال الفترة التي قضاها في كابول، أقام علاقة وثيقة مع ممدوح شوكت أسندال أفندي، السفير العام لتركيا في كابول، بل أقام صداقة عائلية.
وأكد الجنرال محمد رضا بكن على هذه النقطة في مقالته: “في الذكرى الخمسين لوفاة ممدوح شوكت أسندال”: ممدوح شوكت كان سفير تركيا في كابول في ذلك الوقت، فأصبح محمد أمين بُغْرا صديقًا مقربًا له، مثل معارفه القدامى. فلم تكن هذه الصداقة مجرد صداقة بينهما، بل كانت صداقة مخلصة امتدت إلى عائلاتهم بأكملها. وبالتالي، فهو وأسرته لم يتعلموا اللغة التركية فقط من عائلة أسندال خلال فترة وجودهم في كابول، بل يتلقون أيضًا الثقافة التركية والأفكار التركية.” خلال إقامته في كابول، ساعد بشكل مباشر تسعة شباب من شباب تركستان الشرقية للدراسة في تركيا، ومن بينهم الجنرال محمد رضا بكن.
خلال إقامته في كابول، أقام علاقة وثيقة مع السفارة اليابانية أيضا كما أقامها مع السفارة التركية.
وفقًا للوثائق الموجودة في أرشيف وزارة الخارجية اليابانية بعنوان “خطة الإصلاح الجديدة في شينجيانغ”، كان محمد أمين بُغْرا على اتصال وثيق بالسيد كيتادا، القنصل العام الياباني، وآخرين من اليابانيين في كابول. حتى أنه طلب المساعدة العسكرية من الحكومة اليابانية ووعد بإقامة علاقات ودية بين حكومة تركستان الشرقية والحكومة اليابانية إذا وصل الجيش الياباني إلى حدود تركستان الشرقية. لذلك قدم له السفير الياباني تعليقات إيجابية للغاية في الوثائق التي أرسلها إلى طوكيو. يقول عنه كاتادا: “إنه – محمد أمين بُغْرا – لا يعرف لغات أوروبية، لكنه يعرف الفارسية والتركية، ولديه معرفة قوية وإرادة كبيرة وحب للوطن”. ورفض الدعاية السوفيتية بأن محمد أمين بوغرا كان دمية في يد الحكومة البريطانية، قائلا: “إنه رجل جاد، وموثوق به، يهتم ببلده وأمته”. أرسل محمد أمين بُغْرا شابًا من الأويغور باعتباره ابنه إلى السفارة اليابانية لدراسة اللغة اليابانية للتعبير عن علاقته الوثيقة بالحكومة اليابانية.
في عام 1939، قاد عيسى يوسف آلب تكين وفداً من حكومة نانجينغ لزيارة الدول الإسلامية، وجاء إلى كابول والتقى به. بعد عدة أيام من المحادثات، توصلوا إلى اتفاق مع حكومة نانجينغ وقرروا العودة إلى الوطن والعمل هناك. وكتب الرسائل إلى جانيغ جيشي والعديد من المسؤولين الحكوميين الآخرين في الكومينتانغ من خلال عيسى يوسف آليب تكين.
بعد تلقي خطاب الموافقة، اصطحب محمد أمين بُغْرا أطفاله وإخوته الآخرين ووصل إلى بيشاور في 23 مارس 1942. ومع ذلك، فإن سفير حكومة الكومينتانغ في الهند كان يخشى أن يقوم بأنشطة عدائية في الهند، لذلك طلب منه الذهاب مباشرة إلى نانجينغ. بعد أن رفض محمد أمين بُغْرا هذا الطلب، هدده سفير الكومينتانغ من خلال الحكومة الهندية لإجباره على مغادرة الهند.
لم يستطيع محمد أمين بُغْرا السفر إلى أماكن أخرى بسبب الصعوبات المالية. في وقت لاحق، اعتقلته الاستخبارات الهندية في بيشاور.
وقد قال في مذكراته “حياتي السياسية”: في ٢ مايو، اعتقلنا أنا وابن عمي عبد الكريم الذي يعتني بأسرتي في روالبندي في بيشاور، وسجننا في نفس السجن.” بعد اعتقالهما تعاني زوجته آمنة ماديا وروحيا. ومع ذلك، فإنها لم تتخل عنه، وفعلت كل ما في وسعها لإنقاذه، فكتبت إلى عيسى آلب تكين وجانيغ جيشي طالبة دعما دبلوماسيا، كما كتبت إلى الحكومة الهندية الخاضعة للحكم البريطاني للإفراج عن زوجها. أخيرًا، أعطى جانيغ جيشي أوامر مباشرة لسفيره في الهند، فأطلق سراحه بكفالة السفير للحكومة الهندية.
يقول في مذكراته السابقة: “كتبت زوجتي إلى جانيغ جيشي، وعيسى يوسف ومسؤولين حكوميين آخرين رسالة عديدة، نتيجة لذلك، أطلق سراحي في 8 يناير 1943 بضمان القنصل العام بأوامر جانيغ جيشي.”
على الرغم من إطلاق سراحه من السجن، إلا أن الحكومة الهندية أجبرته على مغادرة الهند مع أسرته. وبعد أسبوعين، سلمته الشرطة الهندية إلى القنصلية العامة للكومينتانغ في كلكتا. لذلك، غادر كلكتا مع أسرته في 4 أبريل 1943، ووصلوا إلى تشونيغ تشنيغ في ذلك المساء. فاستقبله إخوانه الأويغور، وممثلو الجيش الكومينتانغ، والمنظمات الشعبية والحزبية، ووزارة الخارجية، ورابطة المسلمين الصينيين وغيرها من المنظمات بما يتراوح بين 40 و 50 شخصًا.
خلال إقامته هناك، أسس هو ومسعود صبري وعيسى يوسف أليب تكين وبولات قادري “جمعية تركستان الشرقية” واستخدموا كل الوسائل والأساليب لتعريف الصينيين بالوضع في تركستان الشرقية. في 13 أكتوبر 1944، أثارت مقالاته التي نُشرت في صحيفة الحكومة “داغوانغ باو” بعنوان “تركستان الشرقية، ليست شينجيانغ” و”شعب تركستان الشرقية هم أتراك” ضجة كبيرة بين المثقفين الصينيين. نتيجة لدعايته، نشأ شعور بالقلق تجاه قضية تركستان الشرقية بين بعض المثقفين الصينيين.
وقدم اقتراحا إلى اللجنة الدستورية بشأن قضية تركستان الشرقية. في الاقتراح، طلب ضرورة تغيير اسم “شنجانيغ” إلى “تركستان الشرقية” وإدراج شعب تركستان في الدستور باسم “الأتراك”.
في أغسطس 1945، اندلعت الثورة في نيلقا، وسرعان ما امتدت إلى غولجا. هذا الوضع الحاد أجبر حكومة الكومينتانغ على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وكذلك أعطي الضوء الأخضر له لتحقيق حلمه الطويل بالعودة إلى الوطن.
فقد وصل إلى أورومجي بالطائرة في 17 أكتوبر 1945. في عام 1946، تم توقيع معاهدة السلام بين جانب إيلي والكومينتانغ في أورومجي، وأسس حكومة إقليمية موحدة. تولى محمد أمين بُغْرا منصب وزير الإنشاء و التعمير حتى عام ١٩٤٨. خلال هذه الوظيفة، كان أيضًا رئيس تحرير صحيفة “أرك”، وعضوًا في مجلس إدارة جمعية الأويغور، وأستاذًا فخريًا في جامعة أورومجي.
في 14 يناير 1947، عاد المشاركون في المؤتمر الوطني الكومينتانغ برئاسة أحمدجان قاسم إلى أورومجي من نانجينغ. عندما عاد الوفد إلى أورومجي، لم يكن الوضع فيها مستقرًا. والحكومة الائتلافية كانت في ورطة. في مايو، تفككت الحكومة الائتلافية بالكامل بعد أن تولى السيد مسعود رئاسة الحكومة الإقليمية، حيث عاد ممثلو الجيش الوطني إلى إيلي.
في 20 سبتمبر 1947، ذهب محمد أمين بُغْرا إلى نانجينغ للعمل الحكومي. مكث في نانجينغ لمدة ستة أشهر، حتى عاد إلى أورومجي في 22 مارس 1948. في 29 ديسمبر من نفس العام، عين نائبا لرئيس الحكومة.
في أورومجي، منذ عام 1948، أصبحت أنشطة الثوار الوطنيين بقيادة ثلاثة رجال: محمد أمين بغرا ومسعود صبري وعيسى يوسف ألبتكين نشطة للغاية. وواصلوا حركاتهم لتعزيز الاستقلال الوطني من خلال وسائل الإعلام مثل مجموعة آلتاي وصحيفة أرِك.
في 10 يناير 1949، خلف برهان شهيدي منصب مسعود صبري كرئيس. خلال هذه الفترة، هزم الجيش الشيوعي الأحمر، الذين كانوا يتلقون المساعدة من الاتحاد السوفيتي جيش الكومينتانغ، ووصلوا إلى البوابة الغربية لسور العظيم. وما كان أحد يعرف ما هي التغييرات التي ستحدث في هذه الحالة. مع مرور الأيام، كانت الأمور تبدو سيئة بالنسبة للثوار الوطنيين حول السادة الثلاثة. لم يكن لديهم خيار سوى الهجرة مرة أخرى.
يقول محمد أمين بُغْرا في نهاية مذكراته “حياتي السياسية”: في 18 سبتمبر 1949 غادرت أورومجي مع عائلتي ومن تبعوني. وغادر عيسى يوسف مع البقية ووصل بوجور مساء يوم ٢٠ سبتمبر. كان هناك حوالي 80 شخصًا منا. فوصلنا إلى كاشغر في 28 سبتمبر دون وقوع أي حادث كبير في الطريق.
في 12 نوفمبر 1949، هاجر محمد أمين بُغْرا إلى الخارج مرة أخرى. بعد وصوله إلى الهند، أقام علاقات دبلوماسية مع العديد من الدول لترتيب سبل حياة إخوانه الذين غادروا البلاد معه. كما التقى برئيس وزراء الهند لهذا الغرض. وأقام علاقات مع العديد من المنظمات الدولية الأخرى.
وقد وصل إلى تركيا في 22 ديسمبر 1951 واستقر فيها. وفي الوقت نفسه، أتى 1850 مهاجرا الذين كانوا ينتظرون في الهند وباكستان إلى تركيا واستقروا فيها.
في عام 1953 أصدر صحيفة تركية باسم “تركستان”، وبدأ يبث أوضاع تركستان الشرقية للشعب التركي. في عام 1955، أصبح مواطنًا لجمهورية تركيا واستقر في أنقرة.
بعد الاستقرار في تركيا، واصل حملته من أجل الاستقلال والتقى بالمنظمات غير الحكومية في تركيا، حيث شرح لهم الوضع في تركستان الشرقية.
في عام 1954 توجه إلى مدينة “الطائف” في السعودية للمشاركة في مؤتمر تركستان الشرقية. ونتيجة للمناقشات التي جرت في المؤتمر، قررت إقامة علاقات مع حكومة الكومينتانغ في تايوان. وفقًا لهذا القرار، التقي محمد أمين بُغْرا وعيسى يوسف ألب تكين مع حكومة الكومينتانغ. ومع ذلك، انتهت المناقشة دون نتائج بسبب عدم وجود رأي إيجابي من حكومة الكومينتانغ بشأن قضية تركستان الشرقية المستقلة. وفي العام نفسه شارك في “مؤتمر القدس الإسلامي” الذي عقد في الأردن لعرض قضية تركستان الشرقية على الدول العربية والإسلامية. بعد ذلك توجه إلى القاهرة للقيام ببعض الزيارات الدبلوماسية.
في عام 1958 شارك في “مؤتمر إحياء ذكرى محمد إقبال” الذي عقد في كراتشي وألقى محاضرة بعنوان “إقبال وتركستان الشرقية”. بالإضافة إلى ذلك، ألقى خطابات حول قضية تركستان الشرقية في مدن مختلفة من باكستان وقام بزيارات دبلوماسية.
في عام 1960، حضر المؤتمر الدولي المناهض للاستعمار للشعوب الآسيوية الأفريقية في نيودلهي وتحدث عن المبادرة الدبلوماسية لاستقلال تركستان الشرقية. وفي نفس العام التقى مع دالاي لاما المقيم في الهند، وتحاور معه في قضية التبت وتركستان الشرقية.
لم يتوقف بُغْرا عن النضال الوطني للحظة واحدة حتى وفاته في أنقرة في 14 حزيران (يونيو) 1965.
وقد أعطى محمد أمين بُغْرا صوتًا إيجابيًا لأفكار العلماء المبتكرين الذين ظهروا في تركستان الشرقية منذ سنوات عكفه للتدريس في المدارس. واعتنى بالوضع السياسي والأكاديمي في تركيا وآسيا الوسطى بالإضافة إلى العلوم الدينية. فهو كتب أعمالًا مهمة في مجالات التاريخ والأدب. على وجه الخصوص، خلال السنوات التي قضاها في كابول، أجرى بحثًا مهمًا حول تاريخ تركستان الشرقية. وكتب أعظم أعماله “تاريخ تركستان الشرقية”.
ويشهد ديوانه بعنوان “حزن الوطن”، الذي يتكون من بعض قصائده المكتوبة باللغات التركية والفارسية والعربية على قدراته العلمية في مجال اللغة والأدب.
بقلم: عبد الشكور محمد، ونور أحمد قوربان
مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة