• واشنطن العاصمة
تابعنا:

عيسى يوسف ألب تكين – مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث

مائة من عظماء تركستان الشرقية في التاريخ الحديث – 02

ولد عيسى يوسف ألب تكين عام 1901 في مقاطعة يني حصار التابعة لولاية كاشغر. كان والده عيسى قاسم بن محمد علي، ووالدته عائشة خانم من نفس المقاطعة.

التحق في البداية بمدرسة اللغة الصينية، ثم التحق بالمدرسة الدينية. خلال السنوات التي قضاها في مدرسة اللغة الصينية، ساعد موظف الإيرادات لتحصيل ضرائب الأرض.

في عام 1923، تعلم اللغة الأويغورية لـتشين ديلي وعمل كمسؤول اتصالات أجنبية وتعامل مع مختلف المشاكل مع الأجانب. ثم سافر إلى أنديجان وطشقند في تركستان الغربية، ومكث هناك لمدة ثلاث سنوات تقريبًا. خلال هذه الفترة، تعرّف بشكل جيد على النظام الروسي في تركستان الغربية، والتقى بقوميين من تركستان الشرقية واستكشف سبل التعاون. وفي العام نفسه، التقى الشاعر الوطني الأوزبكي عبد الحميد جولبان، فأشار إلى نقص المواهب المدربة وإلى ضرورة إرسال الطلاب إلى تركيا وألمانيا لتدريبهم.

وأوضح عندما شهد حركة الاستقلال التي بدأها خوجا نياز عام 1931 للقادة الصينيين في تركستان الشرقية أنه يجب عليهم منع اضطهاد الشعب، وإلا ستنتشر الحركة وستكون هناك إمكانية لاحتلال الاتحاد السوفيتي للمنطقة. وستولد هناك مشاكل أكثر خطورة. 

وقد ذهب إلى نانجينغ في 2 يونيو 1932. في العام الثاني، أسس “المجتمع المدني لتركستان الشرقية” في نانجينغ، ونشر مجلة بعنوان “صوت الصين وتركستان”. في 18 سبتمبر 1936، انتخب عضوا في مجلس الشعب الصيني.

في عام 1938، أرسلته الحكومة إلى دول إسلامية مختلفة لشرح حالة الصراع وقعت بين اليابان والصين. وبين ذلك، زار لبنان وإيران وأفغانستان وتركيا. والتقى في خلال زيارته بالعديد من قادة الدولة والسياسيين والكتاب والأكاديميين والمهاجرين من تركستان الشرقية.

في 21 سبتمبر 1944، تحت قيادة علي خان توري، اندلع الثورة في ولاية إيلي ضد الغزو الصيني، وتأسست “جمهورية تركستان الشرقية” في 12 نوفمبر. سعى الرئيس الصيني جانغ جيشي إلى إيجاد طريقة سلمية لوقف الثورة، وسمح لمسعود صبري ومحمد أمين بُغْرا وعيسى يوسف بالذهاب إلى أورومجي للقاء بقادة الثوار. نتيجة للمفاوضات، في 2 يناير 1946، تشكلت الحكومة الائتلافية.

في نفس العام، أسس عيسى يوسف فرع تركستان الشرقية من “منظمة المبادئ الثلاثة للشباب” في أورومجي. ثم أسس “دار آلتاي” وأصدر صحيفة “أرك”. كما نظم اجتماعات عامة أسبوعية. وكذلك أصبح أمينا عاما لحكومة مسعود صبري بايقوزي التي تأسست عام 1947. وأثارت سياساته القومية والمناهضات للإمبريالية ومعاداة الشيوعية ردود فعل من الاتحاد السوفيتي والصين. 

في 21 أكتوبر 1949 بعد نقاش طويل، قرر هو وأصحابه مغادرة تركستان الشرقية، مشعرا أن قوتهم لن تصمد أمام الجيش الصيني الشيوعي. في 20 كانون الأول، ذهب إلى لاداخ ومنها إلى سريناغار، عاصمة كشمير. في غضون ذلك، حاول هو ومحمد أمين بُغْرا مساعدة الكازاخيين الذين أرادوا الذهاب إلى الهند عبر التبت.

فذهب إلى الهند والمملكة العربية السعودية ومصر بحثًا الأمن والاستقرار، وطلب منهم اللجوء، ولكن دون جدوى وصل إلى تركيا في 6 يناير 1952. في الوقت نفسه، جاء محمد أمين بغرا إلى تركيا أيضًا.

نتيجة لزياراتهم إلى تركيا وجهودهم لشرح عملهم من خلال وسائل الإعلام، سمح المؤتمر الوزاري التركي المنعقد في 13 مارس 1952 لـ 1850 من مهاجري تركستان الشرقية بالاستقرار في تركيا. 

نقل عائلته إلى تركيا في يونيو 1954 وأصبح مواطنًا تركيًا في 4 ديسمبر 1957. حتى عام 1970، ذهب إلى أنحاء العالم لشرح حالته للآخرين وزار العديد من البلدان. خلال هذه العملية، حضر العديد من المؤتمرات الدولية، وخاصة المؤتمر الآسيوي الأفريقي، ورابطة العالم الإسلامي، والمؤتمر الإسلامي العالمي، والتقى بقادة وطنيين.

بعد وفاة محمد أمين بُغْرا في 14 يونيو 1965، أصبح رئيسًا لـ “جمعية مهاجري تركستان الشرقية” التي تأسست عام 1960. في عام 1978، دخل المستشفى بسبب حادث مروري واستقال من منصبه الرئيسي للجمعية. بدأ عام 1984 بإصدار مجلة باللغات التركية والأويغورية والعربية والإنجليزية باسم “صوت تركستان الشرقية”.

يختلف مسلكه القيادة الدبلوماسية عن غيرهم من قادة تركستان. ويعتقد أن المشاكل التي تواجهها تركستان الشرقية لا ينبغي أن تحل بالقوة، بل من خلال التفاهم والجهود طويلة الأمد.

بدأ كفاحه في سن مبكرة، وظل شغفه بالحرية حياً حتى في الأيام الأخيرة من حياته التي تقارب قرنا من الزمان. يُذكر أنه خلال النضال قال: “بصفتك تركستاني، يجب أن تعمل من أجل نضال تركستان الشرقية كتركستاني، وبصفتك مسلما يجب أن تعمل كمسلم من أجل النضال الإسلامي، وبصفتك إنسانا يجب أن تجتهد من أجل قضية إنسانية “.

كتب عيسى يوسف ألب تكين كتبًا عديدة، مثل “تركستان الشرقية خلف الستار الحديدي” و “تركستان الشرقية تطلب المساعدة عن العالم” و “قضية تركستان الشرقية” و”الوطن المنسي -تركستان الشرقية” و”التركستان الشرقية المحبوسة”.

توفي في 17 ديسمبر 1995 في إسطنبول.

بقلم: عمر قول

تصفّح المقالات

مركز حقوق الطبع والنشر لدراسة الأويغور - جميع الحقوق محفوظة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies.